الطائفة المنصورة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه ذوي الفضل والتكريم
وبعد:فاعلم أيها القارئ العزيز أن فرقة أهل السنة والجماعة بمذاهبها الأربعة المالكية والشافعية والحنابلة والأحناف هم الطائفة المنصورة بإذن الله فإن الله قد وفق أتباع هذه المذاهب الأربعة بالصواب المقصود في الإعتقاد والقول والعمل فكانوا صفوة خيرة يأيد الله بهم الإسلام والكتاب والسنة فاحرص بكل كلية أن تكون على منهاجهم القويم وأن تنسج على منوالهم السليم فإن السعيد من أسعد الله بتوفيقه للحق والصزاب جعلنا الله وإياكم منهم آمين

هنا مدرسة أهل السنة

نفحة صوفية ربانية

أَحِنُّ إلى لقيا الحبيب صبابةً
له فَلِقائي بالحبيب حباءُ

طبيب له أشكو سقامي وعلّتي
على أنّ مدحِي لِلطّبيب شِفاءُ

شفاءٌ لما قاساه قلبي من الضّنى
وفي بعض ما قاسى الفؤادُ بلاء

بلاءٌ لِصَبٍّ بات يُتْبِعُ طَرْفَهُ
جمالَ خيالٍ يَرْتَديهِ سناء

سناءُ مَقام لِلتّجلِّي بِحُلُّةٍ
لِرَمز فَناءٍ والفناءُ بقاء

بقاءٌ لِمحبوب أَذابَ مُحِبَّهُ
بِلَذْعة لَذّاتٍ لَهُنّ جِلاءُ

جلاءٌ لأصداء الإرادة للسِّوى
بإعراب موصولٍ عَراهُ بِناءُ

الفقير إلى الله أحمد التجاني ابن أحمد المختار الكنداري

هنا مدرسة أهل السنة والجماعة
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على من بعثه رحمة للعالمين ليتم مكارم الأخلام ومحاسن الآداب سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :وبعد فذا السفر كتيب صغير كتبه الفقير إلى الله أحمد التجاني الكنداري ذكر فيه شيئت من آداب الإسلام التي ينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يتحلى بها وقد سميت هذا الكتيب "من آداب المسلم والمسلمة " وبالله التوفيق للصواب

١-أن يذكر الله على كل أحواله وأن يسميه عند كل حركة وسكون بأن يقول قبل كل شيئ :بسم الله . فإن في ذلك تبركا بأسماء الله وطردا للشيطان وتجديدا للإيمان وحفظا له من كل سوء ومكروه
٢-أن يشكر نعم الله وآلائه الظاهرة والباطنة وأن يثني عليه بما هو أهل له بأن يقول عند المسرة والهناء :الحمد لله رب العالمين وعند الشدة والبلاء :الحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار
٣-أن يكثر من الصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا محمد عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بأي صيغة كانت ومن الأحسن أن يصلي بالصيغة الإبراهمية أو بصيغة الفاتح لما أغلق وأقل ما يجزء في ذلك أن يقول :اللهم صل على النبي وسلم تسليما: وإن أدخل آل بيته فقد أتم وأكمل
٤- أن يسلم على من يعرف ومن لا يعرف فإن التحية عنوان السلام والسماحة وأقل ما يجزء في ذلك أن يقول :السلام عليكم . وإن زاد الرحمة والبركة فقد أحسن وأجمل
وعليه أن يرد التحية على من سلم عليه وجوبا
٥- أن يعفو عمن ظلمه ابتغاء مرضات الله ورسوله وتأسيا برسول الله وأصحابه
٦-أن يصل من وصله ومن قطعه وأن يحسن إلى من أحسن إليه ومن أساء إليه ففي الحديث(صل من قطعك وأحسن إلى من أساء إليك وقل الحق ولو على نفسك )
٧- أن يحسن إلى جيرانه سواء أحسنوا إليه أو لم يحسنوا وذلك بأن يتحرى ما يرضيهم منه إن لم يكن في معصية كأن يتفقد أحوالهم وأن يهتم بأمورهم من غير تقصير وأن لا يأذيهم البته وأن يامر أهل بيته بالإحسان إليهم وعدم إذايتهم ففي الحديث ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)) وفي حديث آخر ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره))
٨-ألا يرفع صوته ضاحكا أو متكلما بحيث يتأذى بصوته مَن حواليه من الناس فإن في ذلك إزعاجا للنفوس قال تعالى "واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير))
واعلم أن القهقهة تذهب بماء وجه الإنسان وتقدح في مروأته وتنقص من هيبته وأشد من ذلك كله أنها تميت القلب وتورثه القساوة وذلك من أعظم المصائب عند أهل الحقائق قال الشيخ التجاني رضي الله عنه (لم يبتل الله عبدا بعد الكفر بأشد من قساوة قلبه)
نسأل الله السلامة والأمان ونعوذ به من الشقاوة والخذلان
٩-ألا يشتم أو يلعن أحدا من الناس فإن الشتم واللعن من شيم الفساق ففي الحديث ((ليس المؤمن باللعان و لا الفحاش))وفي حديث آخر ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر))
ملحوظة :إذا كان سباب المسلم أيا كان من المسلمين طائعا أو عاصيا صالحا أو فاسدا يكون فسوقا فياترى ماذا يكون سباب الصحابة الكرام رضي الله عنهم وهم من هم مقاما ومكانة عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟
فلا شك أن ذلك يكون مما لايوصف كنه خطورته فعلى الشاب والشابة السنيين أو يجتنبا مجالسة من يوسوس إليهم الوساوسة التي تأدي بهم إلى الشك في نزاهة وعدالة واستقامة أصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك مما عمت به البلوى في كثير من البلاد التي ترفرف فيها أعلام أباطيل الرافضة
والله المستعان على ما يصفون
٩-ألا يدخل فيما لايعنيه من أحوال غيره وألا يتدخل في كلام الناس إلا أن يتيقن موافقتهم له ففي الحديث ((من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه)) وأن لا يقطع على أحد كلامه وأن يعير جلسائه الإنتباه والإهتمام فإن من استقل أمور الناس او احتقر بهم إستقلوا أمره واحتقروا به
١٠-أن يكون دائما البشاشة والإبتسام رحيب الصدر كثير الإهتمام مظهرا في أحواله كلها ملامح السماحة والسلام سيما عند لقائه بإخوانه وأحبابه ففي الحديث ((تبسمك في وجه أخيك صدقة))
١١-أن يكون حلو المنطق والكلام مقتصدا مقتصرا لا يكثر على الناس ولا يتثرثر في كلام فارغ عديم الفائدة والجدوى مستعملا في حديثه مع الناس العبارات الراقية المستميلة الرائعة الحسنة قال تعالى "وقولوا للناس حُسنا" فإن الكلام الراقي يتسع له الصدر وتستجيب له العاطفة وتنجزب له المشاعر وتستملحه الآذان كما هو معلوم مشهود على الدوام
١٢-أن يدعو كل أحد بأحب الأسماء إليه إلا أن يكون المدعو قد تلقب ببعض أسماء الفسوق كما هو حال بعض الشباب هداهم الله قال تعالى ((ولا تنابذوا بالألقاب بيس لاسم الفسوق بعد الإيمان))
فعلى المسلم والمسلمة أن يختار لنفسه اللقب الحسن إن كان ولابد من ذلك كأن يتسمى بسم صالح كأويس القرني مثلا أو عالم كالسيوطي أو قارئ كالحصيري أو إمام كالسديس مثلا أو بسم داعية كالجفري والعلوي والشعراوي وغيرهم ممن ترجى بركتهم من المشاهير الأعلام
وأما أن يتسمى بسم فاجر أو مغن أو راقص أو لاعب فذلك من الغباوة والحماقة والسفاهة التي لايرضابها الرشيد المسلم لنفسه أصلا

إذا لم تكن تدري فتلك مصيبة
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

هنا انتهى الجزء الأول من الكتيب ويليه الجزء الثاني وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

الفقير إلى الله أحمد التجاني الكنداري